للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن سعد: كان ضعيفًا، وعنده حديث كثيرٍ، ومن سمع منه في أول أمره (١) أحسن حالًا (٢) ممن سمع منه بأَخَرة (٣)، وأما أهل مصر، فيذكرون أنه لم يَختلِطْ (٤) ولم يزل أول أمره وآخره،


= لابن حبان (٢/ ١٩)، والميزان (٢/ ٤٧٨) والسير (٨/ ١٤، ١٨)، فلعل هذا من باب الثناء على عدالته ودينه.
(١) بالأصل "مرة" وما أثبته من الطبقات لابن سعد ج ٧ / قسم/ ٢/ ٢٠٤ وما نقل عنها/ انظر تهذيب الأسماء للنووي ١/ ٢٨٤ والسير للذهبي ٨/ ٢٠ وتهذيب التهذيب ٥/ ٣٧٩.
(٢) في الطبقات زيادة "في روايته" الموضع السابق، والمراد أن روايته أقل ضعفًا.
(٣) بفتح الهمزة والخاء، أي أخيرًا، أو في آخر عمره/ مختار الصحاح للرازي مادة "أخر" وكذا النهاية لابن الأثير ١/ ٢٩.
ويلاحظ أن ابن سعد قد جزم في أول كلامه بتضعيف ابن لهيعة مطلقًا، ثم قرر أن الرواية عنه في آخر عمره، أضعف منها في أوله، وبذلك يلتقي في الجملة مع ما تقدم عن الفلاس، ثم إنه أعقب ذلك بذكر رأي أهل مصر في ابن لهيعة مشيرًا بتأخيره إلى عدم ترجيحه له، وسيأتي بيان أن مآل الرأيين واحد، وإن تفاوتا عند الترجيح.
(٤) أي لم يختلط؛ ولكنه كان سيء الحفظ، مع التساهل في الأداء، كما يفهم ذلك من بقية الكلام الآتية، وقد تقدم في ص ٨١٨، ٨١٩ ت قول تلميذ ابن لهيعة وراويته الثقة، وهو أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المصري: "ما اختلط ابن لهيعة قط حتى مات" وهناك عبارة سُمِع الليث بن سعد يقولها كثيرًا، وهي أنه كان يقول: أنا أكبر من ابن لهيعة، فالحمد لله الذي متعنا بعقلنا/ المعرفة والتاريخ ١/ ١٦٧، فهذه العبارة يمكن أن يستفاد منها شهادة الليث لابن لهيعة بعدم الاختلاط، ويمكن أن يستفاد منها إشارة الليث إلى أنه لم يختلط كما اختلط ابن لهيعة الذي يَصغُره بسنتين تقريبًا، وتقدم أيضًا أن ما ذكره عثمان السهمي =

<<  <  ج: ص:  >  >>