للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلها مخطوطة ١؟ قيل: الأصل فيها كلها أن تُستعمل بحرف الجر، إلا أنهم حذفوا حرف الجر في هذه المواضع اتساعًا؛ كقول الشاعر٢: [الكامل]

فلأبغينَّكم قنًا وعوارضًا ... ولأُقبلَنَّ الخيل لابةَ ضرغد٣

وقال الآخر٤: [الكامل]

لَدْنٌ بهزِّ الكَفِّ يعسلُ متْنُه ... فيه كَمَا عسل الطَّريقَ الثَّعْلَبُ٥

أراد في الطريق، ومن حقها أن تُحفظ ٦، ولا يُقاس عليها. فأما قولهم: دخلت البيت؛ فذهب أبو عمر الْجَرميُّ٧ إلى أنَّ "دخلت": فعل متعدٍ تعدَّى إلى البيت، فنصبه؛ كقولك: "بنيت البيت" وما أشبه ذلك. وذهب الأكثرون إلى أنَّ "دخلت": فعل لازم/ وقد/ ٨ كان الأصل فيه أن يُستعمل مع حرف الجرّ،


١ في "س" مخصوصة.
٢ الشاعر هو: عامر بن الطفيل بن مالك من بني عامر بن صعصعة، كان فارسَ قومه، وأحد فتَّاك العرب، وشعرائهم، وساداتهم من أهل نجد، وهو ابن عمّ "لبيد" المشهور. أدرك الإسلام، ولم يُسلم. مات سنة ١١ هـ. الشّعر والشعراء ١١٨، والخزانة ٤٧١/١.
٣ المفردات الغريبة: أَبغينَّكم: أطلبنكم. قنًا وعوارضًا: مكانان معروفان. لأُقبِلَنَّ الخيل: لأستقبلنَّها. اللابة: الحرة وما اشتد من الأرض. ضرغد: اسم جبل.
موطن الشاهد: "لأبغينكم قنًا".
وجه الاستشهاد: انتصاب "قنًا" و"عوارضًا" بحذف حرف الجر للضرورة؛ لأنهما مكانان مختصان، لا يُنصبان نصب الظروف.
٤ القائل هو: ساعدة بن جؤية الهذلي، شاعر من مخضرمي الجاهلية والإسلام.
٥ المفردات الغريبة: لدن: ليِّن. يعسل: يعدو؛ والعسلان: عدو الذئب؛ والمراد: يعسل في عدوته هذه. كما عسل الطريق: أي كما عسل في الطريق الثعلب؛ فهو يصف رمحه باللين، وعدم الصلابة والخشونة.
موطن الشاهد: "عسل الطريق".
وجه الاستشهاد: حذفُ حرف الجر في "المقدر"، وانتصاب "الطريق" بعد حذفه؛ لأن الأصل: عسل في الطريق؛ ومثل هذا يُحفظ، ولا يُقاس عليه.
٦ في "ط" يُحفظ.
٧ الجرميّ: أبو عمر، صالح بن إسحاق الجرمي، أحد علماء النحو، أخذ عن الأخفش، ويونس بن حبيب النَّحوَ، وعن أبي زيد والأصمعيّ اللغةَ. مات سنة ٢٢٥هـ. البلغة ٩٦، ٩٧، وبغية الوعاة ٨/٢.
٨ سقطت من "س".

<<  <   >  >>