للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب السادس عشر: باب عسى]

[عسى فعل جامد من أفعال المقاربة]

إن قال قائل: ما "عسى" من الكلام١؟ قيل: فعل ماض من أفعال المقاربة لا يتصرف، وقد حكي٢ عن ابن السّرَّاج٣ أنه حرف، وهو قول شاذ لا يعرج عليه، والصحيح أنه فعل؛ والدليل على ذلك، أنه يتصل به تاء الضمير، وألفه، وواوه؛ نحو: "عسيت، وعسيا، وعسوا"؛ قال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ} ٤ فلما دخلته هذه الضمائر كما تدخل على الفعل؛ نحو: قمت، وقاما، وقاموا، وقمتم، دل على أنه فعل، وكذلك -أيضًا- تلحقه تاء التأنيث الساكنة التي تختص بالفعل؛ نحو: عست المرأة؛ كما تقول: قامت وقعدت؛ فدل على أنه فعل.

[عِلَّة عدم تصرفِ عسى]

فإن قيل: فَلِمَ لا يتصرَّف؟ قيل: لأنه أشبه الحرف، لأنه لَمّا كان فيه معنى الطمع أشبه لعلَّ، ولعل حرف لا يتصرف، فكذلك ما أشبهه.

[عمل عسى]

فإن قيل: فماذا تعمل٥ عسى؟ قيل: ترفع الاسم، وتنصب الخبر مثل كان، إلا أن خبرها لا يكون إلا مع الفعل المستقبل؛ نحو: عسى زيد أن يقوم.


١ في "س" الكلِم.
٢ في "س" يُحكى.
٣ ابن السّرَّاج: أبو بكر، محمد بن السّريّ، أخذ النحو عن المبرِّد، وخلفه في إمامة النحو؛ وأخذ عنه الزَّجّاجي، والسِّيرافي، والفارسي، وغيرهم. مات سنة ٣١٦هـ. إنباه الرواة ٤/ ١٥٤.
٤ س: ٤٧ "محمد، ن: ٢٢، مد".
٥ في "ط" تفعل.

<<  <   >  >>