للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجمع؛ نحو "جَفَنات، وقَصَعَات" وسُكِّنت في نحو: "خَدْلات، وصَعْبات" /من فَعْلة/١؟ قيل: لأن "فَعْلة" بفتح الفاء، وسكون العين تكون اسمًا غير صفة؛ نحو: "جَفْنَة، وقَصْعة" وتكون صفة؛ نحو: "خَدْلة، وصَعْبة" فحرِّكت العين منها إذا كانت٢ اسمًا غير صفة؛ نحو: "جَفَنات، وقَصَعات" للفرق بينهما وبين الصفة؛ نحو: "خَدْلات، وصَعْبَات".

[علة كون الاسم أولى بالتَّحريك من الصفة]

فإن قيل: فَلِمَ كان الاسم أولى بالتحريك من الصفة وهلَّا عكسوا، وكان الفرق حاصلاً؟ قيل: إِنَّما كان الاسم أولى بالتحريك من الصفة؛ لأنَّ الاسم أقوى وأخف، والصفة أضعف وأثقل؛ (فلمَّا كان الاسم أقوى وأخف، والصفة أضعف وأثقل) ٣؛ كان الاسم للتحريك أحمل؛ فأمَّا قول٤ الشاعر٥: [الطويل]

أَبَتْ ذِكَرٌ، عوَّدْنَ أحشاءَ قَلْبه ... خُفُوقًا، وَرَفْضَاتُ الهوى في المفَاصِل٦

فسكن "رَفْضات" والأصل "رَفَضَات" بالفتح لأجل ضرورة الشِّعر.

[علة كون العين المعتلة من فَعْلة ساكنة في الجمع كالصفة]

فإن قيل: فَلِمَ إذا كانت العين من "فَعْلة" معتلَّة أو مضاعفة، تكون ساكنة كالصفة؛ نحو: "عَوْرات، وبَيْضات وسلَّات" وما أشبه ذلك؟ قيل: إنَّما كانت ساكنةً إذا كانت العين معتلَّة؛ لأنَّ الحركة، توجب ثقلاً في الواو والياء؛ فسكَّنوهما هربًا من ثقل الحركة عليهما، وحرصًا على تصحيحهما، ومن العرب من يفتح الياء والواو، فيقول: "عَوَرَات، وبَيَضَات" كما لو كان صحيح العين،


١ سقطت من "س".
٢ في "ط" كان.
٣ سقطت من "س".
٤ في "ط" قال الشَّاعر.
٥ لم يُنسب إلى قائل معين.
٦ المفردات الغريبة: رفضات الهوى: رُبَّما المراد اضطرابات المفاصل التي تنتاب العُشَّاق، ومن ارفضَّ الدمع: إذا تفرّق، وتتابع سيلانه، وقطرانه.
أحشاء قلبه: أحشاء جمع "حشا" وهو ما اضطَمَّت عليه الضُّلوع.
المفاصل: جمع "مفصل" وهو كل ملتقى عظمين في الجسد.
موطن الشاهد: "رَفْضَات".
وجه الاستشهاد: مجيء "رَفْضَات" مسكَّنة؛ والقياس أن تأتي محرَّكة "رَفَضَات" للضرورة الشعرية.

<<  <   >  >>