للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الرابع: في فقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في قراءة القرآن

وبعد أن ساق شيخنا محمد بن عبد الوهاب أحاديث الأحكام في صلاة التطوع، أعقبه بمجموعة أحاديث تتضمن الفقه في قراءة القرآن، منها ما يدل على جواز القراءة مع ملامسة الحائض، ومنها ما يدل على ترتيل القرآن وكراهية الهذ له كهذ الشعر وأنه لا ينفع إلا إذا رسخ في القلب، ومنها ما يدل على التسبيح في القرآن فيسبح عند آية التسبيح ويتعوذ عند آية الوعيد، ويسأل الله من فضله عند آية الوعد، ومنها أن قارئ القرآن لا يتكلم حتى يفرغ منه، ومنها ما يدل على فضل القراءة ومقدار هذا الفضل، ومنها ما يدل على فضل سماع القرآن من غيره، ومنها ما يدل على كراهية التطريب للقرآن، ومنها ما يبين كيفية القراءة جهراً وإخفاء ونطقاً وتكرارا عندما تقتضي الحال ذلك.

كما ردد صلى الله عليه وسلم قوله: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} ١ حتى أصبح.

وذكر المؤلف آثارا تدل على قراءة الناس بصوت واحد، ونهى من نسي شيئاً من القرآن لا يقول نسيت بل يقول أنسيتها، ومنها ما يدل على تحريم القول في القرآن بغير علم، وأنه لا يقرب بعضه لبعض وأن ما علم منه يقال وما جهل فيرد إلى عالمه،

ومنها ما يدل على عدم الغلو في القرآن وعدم جفوته وعدم التأكل به والاستكثار به، ومنها ما يدل على توقيت لقراءة القرآن كله بحيث يفهم من هذا التوقيت عدم الغلو وعدم الجفوة.

ومن آداب قراءة القرآن عدم الإحداث والتثاؤب وهو يقرأ، واستدل الشيخ على ذلك من السنة.

ومن فقه هذا الباب أن ذكر شيخنا أنه يكره تأول شيء من القرآن بأمر من أمور الدنيا.


١ سورة المائدة آية: ١١٨.

<<  <   >  >>