للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"بأنها لا تقوم وعلى وجه الأرض مؤمن، بل على شرار الناس" ١ ولحديث: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله"، وفي رواية "حتى تقوم الساعة" ٢.

ثم إن الله جل وعلا أثبت هذا الحق بتتابع رسله ووحيه عليهم: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} ٣.

ثم ختم هؤلاء الرسل بأشرفهم وإمامهم وسيد البشرية أجمع محمد صلى الله عليه وسلم فشملت رسالته الثقلين من عرب وعجم، وعمت أرجاء المعمورة،

ولم يعد في الدنيا كلها مكان إلا ووصلته هذه الدعوة الربانية المحمدية، وخاصة في زمننا الحديث بعد أن عمت أجهزة الإعلام جميع المناطق في العالم، وأنزل على هذا النبي الكريم كتاباً صار إعجاز الفصحاء العرب والعجم، والجن والإنس على أن يأتوا بمثله أو سورة منه، بل ولا آية، وجعله منهجاً خالداً للناس أجمعين.

والأدلة على إعجاز القرآن وتخليده وشموله لقضايا الحياة في شتى مجالاتها، وأنواع العقائد والعبادات الصحيح منها والفاسد، واضحة جدا وكثيرة لا تحصى.

ثم إن الله جعل رسالة كل نبي إلى قومه خاصة لعلم الله ببعثه خاتم الرسالات، وإنزاله الكتاب المهيمن على جميع الكتب والرسالات السابقة. {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} ٤.


١ أخرجه مسلم راجع جامع الأصول جـ١٠ ص٤٠١.
٢ أخرجه مسلم بهذا اللفظ ٣/١٥٢٣ في كتاب الإمارة، وأخرجه البخاري بمعناه ١/١٦٤.
٣ سورة المؤمنون آية: ٤٤.
٤ سورة المائدة آية: ٤٨.

<<  <   >  >>