للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولعلم الله بنهاية الرسل وآخرهم محمد عليه الصلاة والسلام، أيقظ الله من أمته من حفظ القرآن منه، وتلقى سنته، وعلى رأس هؤلاء صحابته العدول -رضي الله عنهم وأرضاهم-. وهكذا كل من أراد الله هدايته شرح الله صدره للإسلام، فتعلم علومه وعلمها وفهمها؛ لذا جاء في الحديث: "أن العلماء ورثة الأنبياء" ١ والحديث الآخر "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين" ٢.

والحديث الآخر "رب مبلغ أوعى من سامع" ٣ ومصداق هده الأحاديث ما دلت على معاني هذه الآيات.

"أولا"

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ٤.

فدلت هذه الآية على فضل العلماء من أمة محمد وأنهم الوارثون لسنته، والمتفقهون في دينه؛ إذ جعلهم الله في صف ملائكته وجعلهم أهلا لشهادة ما شهدت به، ولولا ما في صدورهم من العلم بالله وخشيته لما نزلوا هذه المنزلة. {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ٥.

ولما أوتوه من النور الذي ورثوه عن نبيهم محمد وعدهم الله برفع الدرجات. {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} ٦.


١ مختصر سنن أبي داود جـ٥ ص٢٤٣. وفي السنن ٣/٣١٧ كتاب العلم, والترمذي جـ٥ ص٤٨-٤٩ في كتاب العلم.
٢ فتح الباري جـ١ ص١٤١. ومسلم ٣/١٥٢٤ في كتاب الإمارة.
٣ أخرجه البخاري جـ٣/٥٧٤ كتاب الحج.
٤ سورة آل عمران آية: ١٨.
٥ سورة فاطر آية: ٢٨.
٦ سورة المجادلة آية: ١١.

<<  <   >  >>