الله، ويحب ما أحبه الله ورسوله، ويبغض ما أبغضه الله ورسوله، ويوالي أولياء الله، ويعادي أعداء الله؛ فهذا الذي استكمل الإيمان ... " انتهى كلامه - رحمه الله -.
قلت: ومن عبيد المال اليوم الذين يقدمون على المعاملات المحرمة والمكاسب الخبيثة بدافع حب المادة؛ كالذين يتعاملون بالربا مع البنوك وغيرها، والذين يأخذون المال عن طريق الرشوة والقمار وعن طريق الغش في المعاملات والفجور في المخاصمات، وهم يعلمون أن هذه مكاسب محرمة، لكن حبهم للمال أعمى أبصارهم، وجعلهم عبيداً لها؛ فصاروا يطلبونها من أي طريق.
نسأل الله العافية لنا ولإخواننا المسلمين من الشح المطاع والهوى المتبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه.
٤ - مسبة الدهر ونحوه:
ومن الأشياء التي يرتكبها بعض الناس بحكم العادة، وهي مما ينقص التوحيد - أيضا - ويسيء إلى العقيدة: مسبة الدهر ومسبة الريح وما أشبه ذلك من إسناد الذم إلى المخلوقات فيما ليس لها فيه تصرف، فيكون هذا الذم في الحقيقة موجها إلى الله - سبحانه؛ لأنه الخالق المتصرف.
قال الله تعالى عن المشركين:{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنُّونَ} ١.
فقد كذبوا بالبعث، {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} التي نحن فيها، ليس هناك حياة سواها. {نَمُوتُ وَنَحْيَا} ؛ أي: يموت قوم ويعيش آخرون، وهذا منهم إنكار لوجود الخالق المتصرف، ورد جريان الحوادث إلى الطبيعة