ثم زن يرضي الله ورسوله، ويطابق العدل، وربما صرح العاشق منهم بأن وصل معشوقه أحب إليه من توحيده ربه، كما صرح أحدهم بأن وصل معشوقه أشهى إليه من رحمة ربه، فعياذا بالله من الخذلان، ومن هذا الحال.
قال الشاعر:
وصلك أشهى إلى فؤادي ... من رحمة الخالق الجليل
ولا ريب أن هذا العشق من أعظم الشرك، وكثير من العشاق يصرح بأنه لم يبق في قلبه موضع لغير معشوقه ألبتة، بل قد ملك معشوقه عليه قلبه كله، فصار عبدا مخلصا من كل وجه لمعشوقه، فقد رضي هذا من عبودية الخالق ـ جل جلاله ـ بعبوديته لمخلوق مثله؛ فإن العبودية هي كمال الحب والخضوع، وهذا قد استغرق قوة حبه وخضوعه وذله لمعشوقه؛ فقد أعطاء حقيقة العبودية" ١
ومن أضراره الدينية أيضا أنه يجر صاحبه إلى معاص أخرى، ربما لا تقل عن اللواط قبحا، كما يجره إلى ترك طاعات كان يفعلها؛ فكم شرب بسببه من المسكرات؟ وكم ضاع بسببه من الجمع والجماعات؟ وكم أغري به من عداوات؟
ثم إن الاسترسال بهذا الأمر ـ يقود الإنسان إلى محبته، فيحب الفاحشة ويبغض العفة، فيقع في محبة ما كرهه الله، وبغض ما أحبه الله.
وقد يقوده التمادي به والاستمرار عليه إلى استمرائه، وعدم النفور منه وربما قاده ذلك ـ عياذا بالله ـ إلى استحلاله
١ انظر المرجع السابق ص ٢٩٧، وانظر الدين الخالص لصديق حسن، ٢/٤٠٣ـ٤١٢.