فمن جملة أضرار هذا العمل المشين الأضرار النفسية، فهذا العمل يورث صاحبه أضرارا نفسية كثيرة منها:
١ ـ الخوف الشديد، والوحشة، والاضطراب:
فالذي يمارس هذا العمل ـ لا تراه إلا خائفا مذعورا، يحسب كل صيحة عليه، وكل مكروه قاصدا إليه، فلا تجده إلا وقلبه كأنه في جناحي طائر؛ ذلك لأن الطاعة حصن الله الأعظم، الذي من دخله كان من الآمنين، ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب، فمن أطاع الله ـ انقلبت المخاوف في حقه أمانا، ومن عصاه انقلبت مآمنه خوفا، فمن خاف الله آمنه من كل شيء، ومن لم يخف الله ـ أخافه الله من كل شيء١، فالجزاء من جنس العمل؛ فمن بحث عن الأمن والأنس في معصية الله ـ انقلب عليه الأمر رأسا على عقب فأصبح أمنه خوفا، وأنسه هما وغما.
٢ ـ الحزن الدائم، والعذاب المستمر، والقلق الملازم:
وهذا جزاء عاجل لمن أحب غير الله أو تعلق بغير الله؛ فبقدر بلك المحبة أو التعلق بغير الله يصيب الإنسان ما يصيبه من العذاب، والحزن، والألم، والقلق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ:"واعلم أن كل
١ انظر الجواب الكافي ص ١١٥، وأثر الذنوب في هدم الأمم والشعوب للصواف ص٤٦ـ٥١، وانظر شؤم المعصية وبركة التقوى للبيانوني ص٣٤ـ٣٧