للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من أحب شيئا لغير الله ـ فلا بد أن يضره محبوبه، ويكون ذلك سببا لعذابه" ١

وقال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ:"والمقصود أن من أحب شيئا سوى الله ـ عز وجل ـ فالضرر حاصل له بمحبوبه، إن وجد وإن فقد؛ فإن فقده ـ عذب بفواته، وتألم على قدر تعلق قلبه به، وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله، ومن النكد في حال حصوله، ومن الحسرة عليه بعد فوته ـ أضعاف أضعاف ما في حصوله من اللذة" (٢) . ولهذا قيل:

فما في الأرض أشقى من محب ... وإن وجد الهوى حلو المذاق

تراه باكيا في كل حين ... مخافة فرقة أو لاشتياق

فيبكي إن نأوا شوقا إليهم ... ويبكي إن دنوا خوف الفراق

فتسخن عينه عند التنائي ... وتسخن عينه عند التلاقي (٣)

وكما قال الآخر:

إذا قربت دار كلفت وإن نأت ... أسفت فلا بالقرب أسلو ولا البعد

وإن وعدت زاد الهوى لانتظارها ... وإن بخلت بالوعد مت على الوعد

ففي كل حب لا محالة فرحة ... حبك ما فيه سوى محكم الجهد (٤)

٣ ـ هذه الفاحشة تجعل صاحبها عرضة للإصابة بأمراض عصبية شاذة، وعلل نفسية شائنة، تفقده لذة الحياة، وتسلبه الأمن والطمأنينة.

٤ ـ الرغبة في العزلة والانطواء:

فالذي يرتكب هذا العمل تجده مؤثرا للعزلة والانطواء، وذلك إذا لم يجد من يلائمه ويشاكله.


١ انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ١/٢٤ـ٢٩.
٢ إغاثة اللهفان ص ٤٥، وانظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ١/٢٤ـ٢٩.
٣ انظر ذم الهوى لابن الجوزي ص ٤٤٤، وإغاثة اللهفان ص ٤٥.
٤ ذم الهوى لابن الجوزي ص ٣٠٨.

<<  <   >  >>