للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يضرهم ولن يمنعهم من تأدية ما عليهم إن الشيطان عنكم غير غافل قد عرفكم بالشر من بين أمتكم فأغرى بكم الناس وهو صارعكم١ لقد علم أنه لا يستطيع أن يرد بكم قضاء قضاه الله ولا أمرا اراده الله ولا تدركون بالشر أمرا أبدا إلا فتح الله عليكم شرا منه وأخزى.

ثم قام وتركهم فتذامروا فتقاصرت إليهم أنفسهم فلما كان بعد ذلك أتاهم فقال: إني قد أذنت لكم فاذهبوا حيث شئتم لا والله لا ينفع الله بكم أحدا ولا يضره ولا أنتم برجال منفعة ولا مضرة ولكنكم رجال نكير وبعد فإن أردتم النجاة فالزموا جماعتكم, وليسعكم ما وسع الدهماء ولا يبطرنكم الإنعام فإن البطر لا يعتري الخيار إذهبوا حيث شئتم فإني كاتب إلى أمير المؤمنين فيكم.

فلما خرجوا دعاهم فقال: إني معيد عليكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معصوما فولاني وأدخلني في أمره ثم استخلف أبو بكر رضي الله عنه فولاني ثم استخلف عمر فولاني ثم استخلف عثمان فولاني فلم أل لأحد منهم ولم يولني إلا وهو راض عني وإنما طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعمال أهل الجزاء عن المسلمين والغناء ولم يطلب لها اهل الإجتهاد والجهل بها والضعف عنها وإن الله ذو سطوات ونقمات٢ يمكر بمن مكر به فلا تعرضوا لأمر وأنتم تعلمون من أنفسكم غير ما تظهرون فإن الله غير تارككم حتى يختبركم ويبدي للناس سرائركم وقد قال عز وجل: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} ٣.

وكتب معاوية إلى عثمان: إنه قدم علي أقوام ليست لهم عقول ولا أديان,


١ - في نسخة " صادعكم ". ط٤ – ٢٢٠.
٢ - نقمات جمع نقمة على وزن كلمة: اسم من الانتقام وهي المكافأه بالعقوبة (أقرب الموارد) .
٣ - سورة العنكبوت, الآية: ١ – ٢.

<<  <   >  >>