للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن مسعود، الحديث الفلاني، اتفق فلان وفلان على روايته، وخالفهما فلان، ويذكر جميع ما في ذلك الحديث.

فأكتب كلامه في رقعة مفردة، وكنت أقول له: لِمَ تنظر -قبل إملائك الكلام- في الأحاديث؟.

فقال: أتذكّر ما في حفظي بنظري.

ثم مات أبو منصور والعلل في الرقاع، فقلت لأبي الحسن بعد سنين من موته: إني قد عزمت على أن أنقل الرقاع إلى الأجزاء، وأرتبها على المسند؛ فأَذن لي في ذلك.

وقرأتها عليه في كتابي، ونقلها الناس من نسختي"""١".

وقد مضت أمثلة كثيرة منه في "المبحث الثاني" من هذا الفصل.

قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى:

""قلت: إن كان كتاب العلل الموجود قد أملاه الدَّارَقُطْنِيّ من حفظه كما دلت هذه الحكاية فهذا أمر عظيم يُقضى به للدارقطني أنه أحفظ أهل الدنيا، وإن كان قد أملى بعضه من حفظه فهذا ممكن.


"١" "تاريخ دمشق"، لابن عساكر: جـ٢٢ ق ٢٦٢ أ، و "تاريخ بغداد": ٦/٥٩، و"المنتظم": ٧/١٨٣، بنحو ذلك.
ووهم السخاوي، رحمه الله، حيث ذكر في "فتح المغيث ... ": ٢/٣٣٤، أن البَرْقانِيّ لم يجمع العلل إلا بعد وفاة الدَّارَقُطْنِيّ، كأنه اشتبه عليه موت أبي منصور بموت أبي الحسن الدَّارَقُطْنِيّ، والصواب ما ذكرته، لثبوته بالسند إلى البَرْقانِيّ، وأنه استأذن الدَّارَقُطْنِيّ في جمعه، وقرأه عليه.

<<  <   >  >>