للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثمانية عشر حديثاً"١" إلى الآن، والحديث الأول منها: عن فلان عن فلان ... ثم ساقها كلها بأسانيدها وألفاظها لم يخرم منها شيئاً. فتعجب الناس منه" "٢".

ويبدو أن الدَّارَقُطْنِيّ قد اشتهر بالفضل والذكاء وهو في وقت الطلب، حتى عرفه أهل الكوفة بذلك، ويقدّر له ذلك شيوخه وأساتذته، كما يدل عليه وعلى غيره القصة الآتية:

"قال الخطيب البغدادي: ""أخبرنا البَرْقانِيّ قال: سمعنا أبا الحسن الدَّارَقُطْنِيّ يقول: كتبت ببغداد من أحاديث السوداني"٣" أحاديث تفرد بها، ثم مضيت إلى الكوفة لأسمع منه، فجئت إليه وعنده أبو العباس، ثم رمى بها واستنكرها وأَبَى أن يقرأها، وقال: هؤلاء البغداديون يجيئوننا بما لا نعرفه.

قال أبو الحسن: ثم قرأ أبو العباس عليه"٤" فمضى في جملة ما قرأه حديث منها، فقل له: هذا الحديث من جملة الأحاديث"٥"، ثم مضى آخر، فقلت: وهذا أيضاً من


"١" وفي بعض الروايات أن الدَّارَقُطْنِيّ سأل الرجل: كم أملى الشيخ حديثاً؟ فقال: لا أدري، فقال الدَّارَقُطْنِيّ: ثمانية عشر حديثاً ... إلخ!!.
"٢" "البداية والنهاية": ١١/٣١٧، وانظر: "تاريخ بغداد": ١٢/٣٦، و"علوم الحديث"، لابن الصلاح: ٢٥٧-٢٥٨.
"٣" في بعض المصادر: "السوذجاني" وهو خطأ، والصواب ما ذكرته، كما في "تاريخ دمشق": جـ٢٢ ق٢٤١ب، و"تاريخ بغداد": ١٢/٣٧، والسوداني هو: محمد بن القاسم السوداني المحاربي أبو عبد الله، أحد شيوخ الدَّارَقُطْنِيّ، حدّث عنه في "السنن"، وهو كذاب، توفي سنة ٣٢٦هـ.
"٤" أي قرأ على الدَّارَقُطْنِيّ غير الأحاديث التي عرضها عليه.
"٥" أي التي سألتُك عنها فاستنكرتَها.

<<  <   >  >>