في الذهن عند من لم يفهم اصطلاح الدَّارَقُطْنِيّ ومراده بذلك.
والإشكال الذي قد يحصل في العبارة الأولى:
أن يقال: كيف يكون الحديث رواته ثقات ثم يكون إسناده حسنا، ولا يكون صحيحاً؟.
والجواب عن ذلك هو:
معلوم أن حديث الثقة محتج به، ما لم يَبِنْ فيه خطؤه، بشذوذ أو نحو ذلك، لكن لا يخلو الثقة من أن يكون تام الضبط، فيكون حديثه صحيحاً، أو خفيف الضبط خفةً لا تُلحقه بالضعفاء، ولا تُخرجه عن دائرة من يُطلق عليه:"ثقة"، فيكون حديثه حسناً.
وعلى الأخير تُنزل عبارة الدَّارَقُطْنِيّ السابقة، والله أعلم.
والإشكال الذي قد يحصل في العبارة الثانية:
أن يقال: كيف يكون هذا الإسناد عند الإمام الدَّارَقُطْنِيّ حسنا، مع أنه ذكر أن فيه ابن لهيعة وهو يرى أنه "ليس بالقوي"؟.
والجواب عن ذلك هو:
معلوم أن الحديث الحسن عند المحدثين ينقسم إلى قسمين:
١- حسن لذاته "وهو الذي تقدم تعريفه في العبارة الأولى".
٢- حسن لغيره، وهو الذي يكون أحد رواته ضعيفاً ضعفاً محتملاً ينجبر بتعدد الطرق كضعف ابن لهيعة.
فبالنظر إلى الحديث وفي سنده هذا الضعيف يحكم على الحديث بالضعف، وبالنظر إلى الحديث بتعدد طرقه الجابرة للضعف؛ فإنه يُحكم