للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رحلته إلى مصر:

رحل الإمام الدَّارَقُطْنِيّ بعد الشام إلى مصر لطلب العلم والسماع من أهلها، فأقام بها زمنا.

وقد ساعد الوزير أبا الفضل جعفر بن حنزابة وزير كافور الأخشيدي على تأليف مسنده، واشترك معه في ذلك الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي.

وكافأ الوزيرُ الإمامَ الدَّارَقُطْنِيّ بمال جزيل، على أن الدافع لهذه الرحلة ليس هو مساعدة الوزير أو قصد الوزير كما تقول بعض المراجع على ما سيأتي"١".

وحرص المصريون على لقائه والسماع منه -كما تدل عليه قصة قراءته كتاب النَّسَب على مسلم بن عبيد الله"٢"- وممن سمع منه بمصر الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي وخلق كثير.

وكذلك فإن الدَّارَقُطْنِيّ رحمه الله قد تنقل بين مدن مصر متتبعا للعلماء للسماع منهم، إذْ يذكر الإمام الذهبي في "تذكرة الحفاظ" أن الإمام الدَّارَقُطْنِيّ قد ارتحل إلى "تنيّس" للسماع من الحافظ أبي بكر محمد بن علي النقاش نزيل تنيّس، وكان منزويا بها فسمع منه"٣".

ولما خرج من مصر حزن عليه الناس، وتألموا لفراقه.

قال الصُّوري أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ: ""قال لي أبو الفتح


"١" انظر: ما قيل فيه من المثالب.
"٢" انظرها في: "إمامته في اللغة والأدب والتاريخ" الآتي بعدُ.
"٣" انظر: "التذكرة": ٣/٩٥٨.

<<  <   >  >>