للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وانمحى) ١ ينطبق على نبوءة إشعيا هذه، القائلة عن المتنبأ عنه: إن إتيانه يكون بالعدل وبالصدقة*.

وهذه المعاني هكذا كان يفهمها النصارى واليهود القدماء، وكانوا يسلمونها اسلاماً خالصاً٢. وأما النصارى المتأخرون (فيصرفونها إلى) ٣ عيسى عليه السلام، والحال أنها لا تنطبق عليه.

أولاً: لأنه ماكان لعيسى رئاسة مرتبطة في قوة كتفه المتعلق فيه ذراعه وسيفه، بل إنه كان خالياً من الرئاسة مطلقاً [ولا كان له في كتفه


١ يؤيد قوله هنا أن أول الآية السابقة قوله {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} ، ويقصد كتبنا على بني إسرائيل في التوراة.
* حاشية: اعلم أنّ علماء اليهود يترجمون هذه الجملة خلاف أصلها العبراني الذي شرحه المؤلف [عن قاموس اللغة العبرانية وقواعدها] ، لأنهم يترجمونها [أي أحبار اليهود إلى الآن] بالعدل وبالإنصاف كونها من جنس واحد، وإذا سأل أحد ما السبب الذي أحوجكم لدفع لفظة التصدق وبدلتموها بالانصاف، فيجيبون أن العدل لايواسيه التصدق، أي أن العدل والفضل لايجتمعان، ولم يدركوا هذا السر الإلهي الذي الله سبحانه وتعالى قد أوحى به إلى إشعيا، إذ كان مزمعاً أن يضعه في شريعته المحمدية الجامعة للوجهين، أعني الفارضة العدل، والمفوضة التصدق [كما قال المؤلف رحمه الله] .
٢ في. د هكذا الذين كانوا يسلمون إسلاماً خالصاً. ومراده: أنهم يسلمون معناها السابق الذكر.
٣ في النسختين فقد يفسرونها عن، وصوابها ما أثبت.

<<  <   >  >>