للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إشعيا إذ قال: إني أخبرت ببيان صعب الناهب ينهب، وأما على وجه المجاز فنقول بأنهصلى الله عليه وسلم نهب العصاة] ١.

وأكد٢ المعنى إذ أشار عن نفسه بلسان الحال: ((امتلأ حقوي وجعاً، ومغصاً في قلبي، وارتعاشاً، والظلمة أزعجتني)) ؛ يعني أن ظلمة الكفر التي كانت معششة في البشر* كانت مورثة على رسوله الانزعاج والمغص، ثم قال: ((ابسط المائدة اطلع من المطلع إلى الآكلين والشاربين قوموا أيها القواد ودربوا بالأترسة)) ٣. كأنه يتكلم بلسان حال نبينا صلى الله عليه وسلم الناظر إلى الآكلين والشاربين، والمنادي إلى صحابته الكرام، ((قوموا أيها القواد ودربوا بالأترسة)) ، لأنه هكذا قال لي الرب: ((اذهب وأقِمْ الديدبان٤ ليخبر مايرى، فرأى فارسين٥ أحدهما راكب حمار، والآخر


١ في. ت اخنصر العبارة على النحو الآتي وكيف أنه ينهب العصاة إلى عبادة الله تعالى.
٢ في النسختين وأطبق وصوابها ما أثبت.
* حاشية: اعلم أنّ هذه الظلمة المذكورة في هذه الجملة هي التي ذكرها إشعيا في آخر الشهادة الخامسة أي قوله: وإذا هي مظلمة ضيقة، وهي في هذا المعنى ذاته.
٣ في. ن. ع. هكذا يرتبون المائدة يحرسون الحراسة يأكلون يشربون قوموا أيها الرؤساء امسحوا المحبة.
٤ الديدبان: هو الحارس والرقيب، وهو فارسي معرب. انظر المعجم الوسيط ص٢٧٦، وفي. ن. ع. ورد الحارس.
٥ هكذا في النسختين، وصوابها أن يقول راكبين، وفي. ن. ع. هكذا فرأى ركاباً أزواج فرسان ركاب حمير ركاب جمال. وسيذكر المصنف ذلك.

<<  <   >  >>