٢ قوله: انهزم تعبير لا أراه مناسباً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج مهاجراً لما منع من الدعوة إلى الله وأراد الكفار قتله لذلك. وقد سمى الله عز وجل خروجه من مكة نصراً في قوله: {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ} التوبة ٤٠ فقد نصره الله على الكفار في ذلك ولم يحقق لهم ما أرادوا، بل كان في تلك الهجرة النصر المؤزر على الكفر وأهله إلى يوم القيامة. ٣ لعله يشير إلى قصة أم معبد التي ذكرها أهل السير، ومختصرها أن النبي عليه الصلاة والسلام لما خرج مهاجراً مر بخيمة أم معبد الخزاعية، وخزاعة من اليمن، فأرادوا القرى فلم يكن عندها شيء، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بشاة ليس فيها شيء من الحليب، فمسح ضرعها ثم حلبها فدرت فشربت المرأة وشرب الرسولصلى الله عليه وسلم وأصحابه منها. ومما يصدق على كلامه ملاقاة أهل قباء من ضواحي المدينة له صلى الله عليه وسلم، حين خرج مهاجراً ونزوله عليهم وإكرامهم له، ثم ماكان من الأنصار وهم من أهل اليمن في الأصل من القيام معه ونصره صلى الله عليه وسلم. انظر دلائل النبوة للبيهقي ٢/٢٢٢-٢٢٧، سيرة ابن هشام ٢/٩٥-٩٩. * حاشية: اعلم أنّ لفظة التيمن هي لفظة عبرانية ومعناها في العربي القبلة، التي قد ظهر منها نبينا الأعظم.