للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشهادة التاسعة

إنه في الإصحاح الثالث والثلاثين من تثنية الاشتراع قد أفادنا سيدنا موسى نبوءة، وإشارة عن الأرض، التي منها خرجت شريعة وأنوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو جبل فاران، الذي في أرضه موجود مكة المشرفة بقوله: ((جاء الرب من سيناء، وأشرق لنا من ساعير، واستعلن من جبل فاران)) ١.

أقول: أما قول سيدنا موسى بأنه ((جاء الرب من سيناء)) ، أي أنه تعالى أورد شريعته بكتاب التوراة في سيناء، وأما قوله: ((وأشرق لنا من ساعير)) ، فهي نبوءة عن شريعة عيسى، لأن ((ساعير)) كما كتب عنها في سفر التكوين، وفي كتب الجغرافيا هي معلومة، بأن فيها أشرقت البشارة والإنذار في الديانة النصرانية، لأنها كانت من حظ سبط يهوذا، وعيسى كان من سلالة سبط يهوذا٢.


١ تثنية ١:٣٣.
٢ هذا على أساس ماذكره النصارى في كتابهم من ذكر نسب المسيح عليه السلام، وأنه يعود إلى داودعليه السلام، وداود من سبط يهوذا بن يعقوب عليه السلام. والصحيح أن المسيح عليه السلام ليس من سبط يهوذا، ولا من نسل داود. ويكفي في الدلالة على كذب النصارى في ذلك، أن صاحب إنجيل متى جعل المسيح ابن يوسف خطيب مريم المزعوم، ثم في النهاية جعله من نسل سليمان بن داود عليه السلام، أما صاحب إنجيل لوقا فجعله ابن يوسف، ثم في النهاية جعله من سلالة ناثان بن داود، في سلسلة نسب لا تلتقي مع الأولى إلا في الاسم الأول والأخير، فهذا دليل واضح على كذب النصارى المتعمد، أو غير المتعمد

<<  <   >  >>