للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أيضاً، بحيث هو المتجمل بوجود بيت الله، الحرم الأعظم المبني فيه من دهور عديدة، قبل ظهور النبي الكريم من سيدنا إبراهيم، المتردد على تلك الأمكنة، كما هو محرر في سفر التكوين في الإصحاح الثاني عشر١. وقيل من قبله وعاد فتجدد، ومن هذا الجبل ظهر نبينا محمد الأعظم، وكانت صحابته عشرة، كما تنبأ عنهم زكريا في الشهادة السابقة وشهادة الحال، أعني ظهوره صلى الله عليه وسلم من ذلك الجبل المتزين، الذي هو بالعبراني فاران، هو الإثبات الجاذب لشهادة المقال.

وإن قيل: إن سيدنا موسى تكلم بهذه الاشارة بصيغة الماضي، لأنه قال: ((استعلن)) ، ولم يقل يستعلن بصيغة المضارع.

فأجيب: أنه من عادة الكتب أن تستعمل صيغة الماضي بمعنى المستقبل في بعض محلات، ومن واقع الحال قد يعلم ذلك، كما أنه قد قيل من سيدنا داود عن عيسى: ((بأن إلهاً قام في مجمع الآلهة)) ٢، على صيغة الماضي، وهو وقتئذ لم يكن قام، وقوله: ((والرؤساء اجتمعوا


١ لعله يقصد ما ورد في التكوين ٨:١٢ واجتاز ابرام إبراهيم في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة، وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض، وظهر الرب لإبرام وقال: لنسلك أعطي هذه الأرض فبنى هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له، ثم نقل من هناك إلى الجبل الشرقي بيت إيل ونصب خيمته، وله بيت إيل من المغرب وعاي من المشرق فبنى هناك مذبحاً للرب، ودعا باسم الرب، ثم ارتحل إبرام ارتحالاً متوالياً نحو الجنوب.
٢ انظر المزامير ١:٨٢، وفيه الله قائم في مجمع الله في وسط الآلهة يقضي.

<<  <   >  >>