للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فهذا النبي الكريم الذي سماه حبقوق ايلواه، وأنه يأتي من القبلة من جبل فاران، قد أشار عنه بأوصاف أخر وهي قوله: ((غطّى السماء ببهجته، ومن مدحه امتلأت الأرض، وبهاؤه يكون كالنور)) .

فكل هذه الأوصاف تراها منطبقة على سيد المرسلين، بحيث لم يشترك معه غيره فيها، لأنه [ماوجد في الكون نبيٌّ أبهج منه وأبهى] ، ولا وجد سواه من يمدح في المنائروالمنابر في المساجد والأزقة، من العلماء والفقهاء من الأغنياء والفقراء، وقد ترى جميع ألسنتهم غير هادئة من مدحه وشكرانه وأداء الصلاة والسلام عليه وأنواع البركات، التي لم يكن لغيره صائر مثلها مثل موسى وعيسى عليهما السلام، وذلك تطبيق لنبوءة حبقوق القائلة: ((ومن مدحه١ امتلأت الأرض)) .

وأثبت ((حبقوق)) نبوءته عليه صلى الله عليه وسلم بإشارته إلى القرون التي كانت من يده، وهم الصحابة الكرام، التي كانت قوته مختفية فيهم، [لأن حبقوق على بسيط القول تنبأ على أن قروناً في يده، هناك مختفية قوته] ، أي في القرون. أعني القوة التي ظهرت بالفتوحات، (وانتشار الدين) ٢ من صحابته النجباء رضي الله عنهم، الذين قد سماهم ههنا حبقوق ((بالقرون)) ، وأضاف


١ في. ت ومن شكرانه، وما أثبت من. د وهي أوضح.
٢ في النسختين والإنتشارات الديني وفصاحتها ما أثبت.

<<  <   >  >>