للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قدامه، وهو مطابق لنبوءة حبقوق هذه حرفياً، كما جاء هذا الخبر في أحاديثه الشريفة في سيرة حياته المنقولة في كتاب مؤلف من الشيخ علي برهان الدين الحلبي، ويسمى القصة الحلبية١. وقد نقل عنه في حديث آخر "بأنه صلى الله عليه وسلم أرسل قدامه الوباء إلى الشام، وهي بلد من بلد حوران" ٢] .

((ويخرج الشرار لعند قدميه)) ٣، إن الشرار الذي أفادنا عنه حبقوق هو الذي قال عنه إشعيا في الشهادة الخامسة: ((بأن حوافرخيله مثل الصوان الذي منه ينبعث الشرار)) ٤، ويخرج لعند قدميه حينما كان يمشي قدامه الوبا ويحارب ويميت أعداء دينه السامي، الموردين الضر عليه، بعد نصحه لهم صلى الله عليه وسلم كإيليا الذي قتل كهنة باعال٥ بالسيف، وبدد جبال


١ علي بن برهان الدين الحلبي المتوفى سنة ١٠٤٤هـ، وكتابه المسمى السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون إنسان العيون. طبع في ثلاثة مجلدات، طبعته دار المعرفة ببيروت.
٢ لم أجد من ذكر أن الشام بلد من بلدان حوران، وإنما الشام كما ذكرها ياقوت هي المنطقة التي تقع شمال الجزيرة العربية، وحدها من الفرات إلى عريش مصر، ومن جبل طي جنوباً إلى البحر الأبيض.٣/٣١٢.
٣ انظره في الشهادة الخامسة ص ١٦٤.
٤ في. ن. ع. وعند رجليه خرجت الحمى.
٥ هكذا في النسختين، وفي. ن. ع. البعل. انظر الملوك الأول ١٨: ١٩-٤٠. وملخص ما ذكروه أن إيليا تحدى سدنة صنم من أصنام اليهود، التي كانوا يعبدونها في ذلك الزمان يسمى بعل، بأن يحضروا ثورين فيختار سدنة الصنم أحدهما ويذبحونه ويقطعونه ويضعونه على الحطب، وهو يفعل مثلهم، ثم هم ينادون معبودهم بعل، فإن أرسل ناراً أحرقت ذلك اللحم فهم على حق وهو على باطل، ثم هو ينادي إلهه وهو الله تعالى، فإن أرسل ناراً فإلهه حق وآلهتهم باطلة. فكان من أمرهم أن السدنة لم يستجب لهم، واستجيب لإيلياء فنزلت نار من السماء، وأكلت كل شيء وضع على المذبح، فعندها قبض على أولئك السدنة، وكانوا ٤٥٠ كاهناً فذبحهم.

<<  <   >  >>