للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأعصار، إذ أنهم قد اعتلوا١ [واحتجوا] على من ابتدعوه بأن هذه الزيادة، أعني: (أن) الابن (أي عيسى) مساوٍ لله تعالى في الجوهر ليست موجودة في التوراة (ولا) في الإنجيل حرفيا، بل هي [منكم] جملة استنباطية اختراعية ٢، وقد ختم على رأيهم هذا جملة مجامع، منها٣ مجمع مادلي٤، والمجمع الملتئم في سيرمة٥، نحو سنة ٣٦٠ من تاريخ


١ اعتلوا أي احتجوا. انظر: المعجم الوسيط ص٦٢٣.
٢ المحتجون هنا هم: أتباع القس الليبي "آريوس"، الذي كان يقول إن المسيح بشر مخلوق، لكنه أرفع المخلوقات، وهم المعارضون في مجمع نيقية لدعوى ألوهية المسيح عليه السلام، وقد احتجوا على دعوى المؤلهين بأن دعوى: أن المسيح من جوهر الله ليست موجودة في التوراة ولا في الإنجيل، وأقر بهذا المخالفون لهم إلا أنهم ادعوا أن ذلك وإن لم يكن موجوداً بالحرف فهو موجود بالمعنى. هكذا ادعوا. انظر: تاريخ الفكر المسيحي ١/٦٣٠، تاريخ الكنيسة، جون لوريمر ٣/٦٧.
٣ في النسختين "ومنهم" وصوابها ما أثبت.
٤ لم يتبين لي هذا المجمع وقد يكون في كتابة اسمه خطأ، والذي ذكره مؤرخوا النصارى أن عدة مجامع بعد نيقية اجتمعت للبحث في حقيقة المسيح، هل هو من جوهر مساو لجوهر الله، كما هي دعوى مجمع نيقية، أم هو من جوهر مشابه لجوهر الله، وهو ماقرروه في مجمع أنطاكية سنة ٣٤١م، ومجمع فليبوبوليس سنة ٣٤٣م ومجمع ميلانو سنة ٣٥٥م، ومجمع سيرميوم في يوغسلافيا سنة ٣٥٧م، ومجمع أنقرة سنة ٣٥٨م ومجمع سلوفيا أو سلفكية في تركيا ومجمع ريمينة في إيطاليا وذلك سنة ٣٥٩م. وبعد اختلافهم أرغم الجميع على التوقيع على قرار أن المسيح من جوهر مشابه لجوهر الله-تعالى الله عن قولهم- وذلك سنة٣٦٠م. انظر: تاريخ الفكر المسيحي ١/٦٥٤-٦٦٠، تاريخ الكنيسة، لوريمر ٣/٧٣-٨٠.
٥ هكذا سيرمة ويبدو أنه يقصد مجمع سيرميوم في يوغسلافيا سنة ٣٥٧م والذي صدق قراره من أغلبية النصارى وذلك عام ٣٦٠م.

<<  <   >  >>