للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

البيان الخامس

[يستند] النصارى على ماورد عن عيسى من قول بولس في العبرية١ بأنه: أي عيسى شعاع مجده وصورة جوهره ٢؛ [يعني مجد الأب] (وهذا الضمير عائد إلى لفظة الله) ، ويستنبطون من قوله شعاع مجده وصورة جوهره ٣، مساواته لله تعالى في الجوهر.

فأجيب: أن هذا السند هو كالذي قبله، إذ (أنه) لا يفيد المساواة في الجوهر، لأنه قيل في سفر التكوين ما يحل هذا الإشكال فقد قال عن الإنسان أنه خلق على صورة الله، وذلك في الإصحاح الأول إذ قال: وخلق الله الإنسان كصورته ٤.


١ في. ت للعبرية.
٢ العبرانيين ٣:١ وفيهالذي هو بهاء مجده ورسم جوهره.
٣ في النسختين. من كون شعاع مجدهواستقامتها ما أثبت.
٤ التكوين ٢٨:١ وفيهفخلق الله الإنسان على صورته. وقد ورد هذا في آدم عليه السلام خاصة في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خلق الله آدم على صورته". أخرجه. خ في الاستئذان وبدء السلام. انظر: صحيح البخاري مع الفتح ١١/٣، وورد إثبات الصورة لله عزوجل في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الرؤية، وفيه "فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون". أخرجه. خ في التوحيد، باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} . انظر: صحيح البخاري مع الفتح ١٣/٤١٩، م. في الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، ١/١٦٤. فالواجب في مثل هذا الحديث إثبات صفة الصورة لله تعالى، مع نفي التشبيه، وأن الله لا يشبه أحداً من خلقه، ولا يشبهه أحد من خلقه.

<<  <   >  >>