للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أقول: إن الافتخار الذي [يفتخربه] النصارى بآيات عيسى لكي يثبتوا بها أنه إله ومساوٍ لله تعالى في الجوهر، ذلك لايفيدهم شيئاً؛ لأننا مع اعترافنا أن آيات سيدنا عيسى عليه السلام خارقة، إلا إنها إذا تقابلت [آياته بآيات] ١ سيِّدنا موسى والأنبياء عليهم السلام، فيظهر أن بعضها متساوية وبعضها أقل رتبة منها، فسيدنا عيسى نعم: إنه أطعم خمسة آلاف٢ وأربعة آلاف من خبز قليل لما صلى لله تعالى٣، إلا أن سيدنا موسى عال جملة ألوف بلواحقهم، ليس يوماً ولا شهراً، بل سنين عديدة في التيه في البرية٤، وعيسىعليه السلامبنوع عجيب صام أربعين يوماً فيالبرية٥، إلا أن إلياس النبي صام مثله٦ وموسى النبي عليه السلام ضاعف الأربعين٧.


١ في. ت ((على آيات)) ولا يستقيم بها الكلام، والمثبت من. د.
٢ انظر يوحنا ١٠:٦.
٣ متى ٣٤:١٥.
٤ وذلك زمن التيه أربعون سنة. انظر: الخروج ٣٥:١٦.
٥ متى ٢:٤.
٦ انظر: الملوك الأول ٧:١٩ وفيه ((ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسه وقال: قم وكل؛ لأن المسافة كثيرة عليك، فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراً وأربعين ليلة)) .
٧ في النسختين (ثنى الأربعين ضعفين) وقد ورد في سفر الخروج ٢٨: ٣٤ وفيه ((وكان هناك عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة لم يأكل خبزاً ولم يشرب ماءًفكتب على اللوحين كلمات العهد، الكلمات العشر)) .

<<  <   >  >>