للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القسم الثالث: ما لم يكن في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في شواهد العيان ما يدل على قبوله، أو رده، فهذا لا يحكم بصحته ولا بفساده، بل يكون موقوفاً فيه، حتى يوجد من الأدلة العلمية ما يقتضي صحته أو فساده١.

وأما ما ذهب إليه بعض العلماء في العصر الحاضر إذ إن معرفة مقادير أجرام هذه الكواكب، وأبعادها، ومواردها، وغير ذلك غير ممكنة، فيكون القول في هذه الأمور من تعاطي علم الغيب فهو خطأ، واستدلاله على ذلك هو أن من ادعى ذلك أضعف وأعجز من أن يتوصل إلى اكتشاف ما في السماء الدنيا، وهو مسيرة خمسمائة عام، وقوله: إن النصوص قد دلت على أن الشمس والقمر والكواكب في السماء منها: قوله: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراًؤ} ٢، وقوله: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَؤ} ٣، ثم قال: في الآيات وما في معناها نص على أن الشمس والقمر في السماء، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة" ٤،


١ انظر: "مجموع الفتاوى المصرية": (١/٣٢٢) . و"الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب": ص٤٣، ٧٤.
٢ سورة الفرقان، الآية: ٦١.
٣ سورة الحجر، الآية: ١٦.
٤ أخرجه الترمذي: (رقم ٢٥٤٠) ، وأحمد في "مسنده": (٣/٧٥) ، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد. "سنن الترمذي": (٤/٥٨٦) . وقال فيه عبد القادر أرناؤوط: (رواه الترمذي وغيره من حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، ودراج عن أبي الهيثم ضعيف) . انظر: "جامع الأصول": (٢/٣٧٣) .

<<  <   >  >>