للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سليمان للجن والإنس عبرة١.

ثالثاً: أن هذه الصناعة تصرف الناس عن الالتجاء إلى الله، والتوجه إليه، وطلب الاستخارة منه إلى الالتجاء إلى النجوم وطلب الاستخارة منها، وهذا المسلك مبتدع، ومخالف لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسور من القرآن، "إذا هم أحدكم فليركع ركعتين، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإن تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأننت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: في عاجل أمري وآجله فاقدره لي، وإن كنت تعلم إن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي، وعاقبة أمري أو قال: في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كلن ثم رضني به ويسمي حاجته" ٢، وما كان مخالفاً لطريق النبي صلى الله عليه وسلم فهو مردود لما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد"٣، وما كان كذلك فلا شك في فساده، لذلك لما لقي سفيان الثوري٤ ما شاء الله اليهودي


١ سبق تخريجه: ص١٤٧.
٢ أخرجه البخاري: (٨/١٤٦) ، كتاب الدعوات.
٣ أخرجه البخاري: (٤/٢١) ، كتاب الصلح، ومسلم: (٥/١٣٢) ، كتاب الأقضية.
٤ هو سفيان بن سعد بن مسروق، أبو عبد الله، الثوري، الكوفي، علم، إمام، حافظ، مجتهد، توفي سنة إحدى وستين ومائة. انظر: "المعارف": ص٤٩٧، و"سير أعلام النبلاء": (٧/٢٢٩) .

<<  <   >  >>