للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروي أنه دخل الفضل بن سهل على المأمون في اليوم الذي قتل فيه، وأخبره أنه يقتل في هذا اليوم بين الماء والنار، وأنكر المأمون ذلك عليه، وقوي قلبه، ثم ما اتفق أنه دخل الحكام فقتل في الحمام، وكان الأمر كما أخبر ثم قال الرازي: واعلم أن التجارب في هذا الباب كثيرة، وفيما ذكرناه كفاية١. وأطال ابن طاووس في ذكر مثل هذه الحوادث، وجاء بقرني حمار٢ لتدعيم مذهبه به.

وهذه غاية أدلتهم، وقد نفضوا ما في جعبتهم، ورموا الكلام على عواهنه٣.

وسأبين إن شاء الله تعالى سقوط استدلالاتهم هذه، وكشف أباطيلهم وتمويهاتهم، والله المستعان على ذلك، والرد عليهم بما يأتي:

الرد على الشبهة الأولى: وهي أن إقسام الله بالكواكب ومواقعها دال على أن لها تأثيراً في هذا العالم واستدلوا بالآيات الثلاث الآنفة الذكر.

والرد عليهم أن هذه الآيات قد اختلف المفسرون في تفسيرها٤، وعلى القول بأن المراد من تفسير هذه الآيات هي الكواكب لا حجة لهم فيها، وذلك لما يأتي:


١ انظر ما ذكره ابن القيم عن الرازي في "مفتاح دار السعادة": (٢/١٨٩) .
٢ يطلق هذا المثمل على الرجل إذا جاء بالكذب والباطل.
انظر: "مجمع الأمثال" للميداني: (١/١٦٦) .
٣ هذا المثل يطلق على الرجل إذا قال الكلام ولم يبال أصاب أم أخطأ.
انظر: "مجمع الأمثال" للميداني: (١/٣٠٨) .
٤ اختلف العلماء في تفسير قوله تعالى:} فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ {، هل المراد بالكواكب أم غيرها، وفي وقوله:} فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ {، هل المراد نجوم القرآن أو الكواكب؟ انظر على الترتيب: "تفسير القرطبي": (١٩/٢٣٦) ، (١٧/٢٢٣) .

<<  <   >  >>