للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- إن هذه الآيات دالة على أن الله أقسم بهذه الكواكب كما أقسم بغيرها من المخلوقات، وإن كان في إقسامه بالكواكب دلالة على أن لها تأثيراً في هذا العالم بالسعود والنحوس، أو أنها علامات على ذلك، وجب أن يكون لليل والنهار، والسماء والأرض، والنفس، والضحى، والتين، والزيتون، والفجر ... تأثير في هذا العالم، أو أنها دلالات على السعود والنحوس، فإذا بطل هذا بطل استدلالهم١.

٢- إن هذا القسم وأمثاله ليس فيه تعظيم هذه المخلوقات، وإنما فيه تعظيم خالقها تبارك وتعالى، وتنزيه له عما نسبه إليه المعطلون لربوبيته، وإلهيته، فهذا القسم لا يقرر علم أحكام النجوم كما يزعم المفترون، بل يقرر ربوبية خالق هذه النجوم، ووحدانيته، وتفرده بالخلق، والإبداع٢.

أما استدلالهم بالآية الرابعة من الشبهة الأولى وهو أن الله بين إلهيته يكون هذه الكواكب تحت تدبيره وتسخيره بقوله: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ٣.

ويرد عليهم بما يأتي:

١- إن هذا دليل عليهم لا لهم، إذ إن هذه الآية متضمنة لانفراد الله بالخلق والأمر، فكيف يكون لهذه الكواكب أمر أو تصرف، وقد انفرد الله بذلك؟


١ انظر: "مجموعة الفتاوى المصرية": (١/٢٢٩-٢٣٠) ، و"مفتاح دار السعادة": (٢/١٩٢) .
٢ انظر: "مفتاح دار السعادة": (٢/١٩٠-١٩١) .
٣ سورة الأعراف، الآية: ٥٤.
??

<<  <   >  >>