للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الصانع بفعل الفاعل،

وهذا مما أنكره أهل العلم والإيمان، وقالوا: إن كونها ذواتاً، وأن وجودها وأوصافها، وكل ما ينسب إليها هو بفعل الفاعل، وبجعل الجاعل، فهو الذي جعل الذوات والصفات، وثبوت دلالتها لذاتها لا تنفي أن تكون بجعل الجاعل، فإنه لما جعلها على هذه الصفة مستلزمة لدلالتها عليه، كانت دلالتها عليه بجعله١.

وبهذا يتبين بطلان استدلاله هذا.

أما الرد على الشبهة الخامسة والسادسة فقد تقدم في مبحث (لم يكن خليل الرحمن منجماً) ، ما يغني عن إعادته.

أما الشبهة السابعة: وهي أن الله وصف بعض الأيام بالنحوسة بقوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} ٢، وقوله: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} ٣، فالرد عليها من ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: أن الأيام التي أوقع الله سبحانه فيها العقوبة بأعدائه، وأعداء رسله كانت أياماً نحسات عليهم، لأن النحس أصابهم فيها، وأن كانت أيام خير لأوليائه المؤمنين، فهي نحس على المكذبين سعد للمؤمنين، وهذا كيوم القيامة فإنه عسير على الكافرين، يوم نحس عليهم، يسير على المؤمنين يوم سعد لهم، فسعود الأيام ونحوستها، إنما هو بحسب الأعمال، وموافقتها لمرضاة الله عز وجل، ونحوس الأعمال ومخالفتها لما جاءت به الرسل، لأن الأيام منحوسة في ذاتها٤.


١ انظر: "مفتاح دار السعادة": (٢/٢٠٢) .
٢ سورة القمر، الآية:١٩.
٣ سورة فصلت، الآية:١٦.
٤ انظر: "مفتاح دار السعادة": (٢/١٩٤) .

<<  <   >  >>