للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الثاني: أن اليوم الواحد يكون سعداً لطائفة، ونحساً لطائفة، كما كان يوم بدر يوم سعد للمؤمنين ويوم نحس على الكافرين، فما للكواكب والطالع والقرانات وهذا السعد والنحس؟ ولو كان المؤثر في النحس هو الكواكب والطالع لكان نحساً على العالم كله، فأما أن يؤثر الكوكب بالنحس على طائفة وبالسعد على أخرى، فهذا محال١.

الوجه الثالث: أن {مُسْتَمِرٌّ} صفة للنحس لا لليوم، أي لا يقلع عنهم كما تقلع مصائب الدنيا عن أهلها، بل هذا النحس دائم على هؤلاء المكذبين للرسل٢.

وأما ما روي عن جعفر الصادق في ذلك فهو كذب عليه –كما سيأتي بيانه في الرد على الشبهة الحادية عشرة إن شاء الله.

أما الشبهة الثامنة: وهي أن علم أحكام النجوم ليست ادعاء لعلم الغيب، لأن علم الغيب هو أن يعلم ما يكون بلا استدلال ولا علل، ولا سبب من الأسباب، وهذا لا يعلمه إلا الله، وعلم أحكام النجوم ليس من جنس هذا، فالرد عليها من وجهين هما:

الوجه الأول: أن هذا قول من لا يعلم معنى الغيب، لأن الغيب هو كل ما غاب عنك٣، والأشياء التي يخبر بها المنجم مما غاب عنه.

الوجه الثاني: لو كان الأمر كما ذهب إليه هذا القائل لما تصور أن


١ انظر: المصدر السابق نفسه.
٢ انظر: المصدر نفسه.
٣ انظر: "الصحاح": (١/١٩٦) ، و"تفسير الطبري": (١/١٠٢) ، و"تفسير القرطبي": (١/١٦٣) .

<<  <   >  >>