للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مما يدل دلالة قاطعة على كذب أية رواية تنسب إلى عليّ رضي الله عنه في تأييد التنجيم.

أما الأمر الرابع، وهو ما يروي عن عليّ أنه كان يكره السفر والزواج في المحاق، وإذا نزل القمر في العقرب، فالرد عليه من وجهين:

الوجه الأول: أن هذا الأثر لا يثبت عن عليّ رضي الله عنه١.

الوجه الثاني: على فرض صحة هذا الأثر عن عليّ رضي الله عنه ليس فيه تعرض لإثبات أحكام النجوم، بل يحمل ما روي عن عليّ في ذلك على محبته ابتداء الأعمال والأسفار في أول النهار، وأول الشهر، وأول العام، تطبيقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لأمتي في بكورها" ٢، لذا كره رضي الله عنه أن يبتدأ بالأسفار والأعمال في نهاية الشهر، وأين هذا من علم أحكام النجوم٣؟


١ حكم عليه تبن القيم والصاغاني بالوضع، وصححه السيوطي، وقال السخاوي والعجلوني (يشهد له ما في سؤلات ابن الجنيد لابن معين) لأن ابن الجنيد ذكره ليحيى بن معين، فلم ينكره، قال ابن حجر في ذلك: (أراد ابن الجنيد تضعيف عمر "بن المجاشع" برواية هذا المنكر، فإن المعروف عن عليّ الإنكار على من يعتقد ذلك.. والآفة في هذا الخبر من إبراهيم بن ناصح) ، انظر: "موضوعات الصاغاني": ص٥٣، و"مفتاح دار السعادة": (٢/٢١٤) ، و"التذكرة في الأحاديث المشتهرة": ص٥٧) ، و"لسان الميزان": (٤/٣٢٤) ، و"المقاصد الحسنة": (ص٧١٧) ، و"الدرر المنتشرة": (رقم الحديث ٤٦٧) ، و"كشف الخفا": (٢/٤٧٢) .
٢ أخرجه الترمذي، وأحمد في "مسنده": (١/١٥٤) .
حسنه الترمذي والنووي، وصححه الألباني، وعبد العزيز رباح، وأحمد الدقاق، ووافقهما شعيب الأرنؤوط. انظر: "رياض الصالحين": (رقم الحديث ٩٥٥) ، و"صحيح الجامع": (رقم ١٣١١) ، و"مشكاة المصابيح": (رقم ٣٩٠٨) .
٣ انظر: "مفتاح دار السعادة": (٢/٢١٦) .

<<  <   >  >>