للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذب مختلق، وإفك مفترى على الشافعي١، إذ إن في إسنادها محمد بن عبد الله البلوي، وهو كذاب وضاع٢.

الوجه الثاني: لم يكن أبو يوسف ومحمد بن الحسن سعياً في أذى الشافعي قط، إذ إن تعظيم محمد للشافعي ومحبته له، وتعظيم الشافعي له، وثناؤه عليه هو المعروف وهو يدفع هذا الكذب٣.

الوجه الثالث: أن الشافعي لم يعرف لغة هؤلاء اليونان البتة، حتى يقول: (إني أعرف ما قالوه بلغاتهم) ٤.

الوجه الرابع: أن الشافعي رحمه الله لم يكن عنده من الطب إلا طرف من طب العرب، حفظ عنه في منثور كلامه، فأما أن يعلم طب اليونان والروم والهند والفرس بلغاتهم فهذا بهت وكذب عليه٥.

وقد احتوت القصة على غير هذه الأكاذيب الشيء الكثير، وفيما سبق ذكره كفاية في بيان بطلانها.

الحكاية الثانية: قال الحاكم: أخبرنا أبو الوليد الفقيه٦ قال: حدثت


١ انظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية": (٢٠/٣٣١) ، و"مفتاح دار السعادة": (٢/٢٢٠) ، و"كشف الخفا": (٢/٥٤٤) .
٢ انظر: "ميزان الاعتدال": (٢/٤٩١) ، و"مفتاح دار السعادة": (٢/٢٢٠) ، و"لسان الميزان": (٣/٣٣٨) .
٣ انظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية": (٢٠/٣٣١) ، و"مفتاح دار السعادة": (٢/٢٢٠) .
٤ انظر: "مفتاح دار السعادة": (٢/٢٢٠) .
٥ المصدر نفسه.
٦ هو حسان بن محمد بن أحمد القرشي الأموي، أبو الوليد النيسابوري، من شيوخ الحاكم، وأحد أئمة الشافعية، وكان إمام أهل الحديث بخراسان، توفي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
انظر: "البداية والنهاية": (١١/٢٥٢) ، و"طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة": (١/١٢٦، ١٩٣) .

<<  <   >  >>