للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن الحسن بن سفيان١ عن حرملة٢،

قال: (كان الشافعي يديم النظر في كتب النجوم، وكان له صديق وعنده جارية قد حبلت، فقال: إنها تلد إلى سبعة وعشرين يومأً، ويكون في فخذ الولد الأيسر خال أسود، ويعيش أربعة وعشرين يوماً ثم يموت، فجاءت به على النعت الذي وصف، وانقضت مدته فمات، فأحرق الشافعي بعد ذلك تلك الكتب، وما عاود النظر في شيء منها) ٣، ويرد عليها من وجهين هما:

الوجه الأول: هذا الإسناد رجاله ثقات، لكن الشأن فيمن حدث أبا الوليد بهذه الحكاية عن الحسن بن سفيان وبهذا يكون إسناده منقطعاً٤.


١ هو الحسين بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز النسوي، أبو العباس، مصنف "المسند"، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر أن أبي حاتم أنه صدوق. وقال الحاكم: كان محدث خراسان توفي سنة ثلاث وثلاثمائة. انظر: "الجرح والتعديل": (٣/١٦) ، و"سير أعلام النبلاء": (١٤/١٥٧) ، و"ميزان الاعتدال": (١/٤٩٢) ، و"طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة: (١/٩٢) ، و"لسان الميزان": (٢/٢١١) .
٢ هو حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبي، أبو حفص، المصري، أحد الأئمة الثقات، قال أبو حاتم: لا يحتج به، وضعفه عبد الله بن محمد، وقال ابن عدي: قد تبحرت حديث حرملة، وفتشته فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعف من أجله، وقال الذهبي: يكفيه أن ابن معين أثنى عليه، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين. انظر: "ميزان الاعتدال": (١/٤٧٢) ، و"تهذيب التهذيب": (٢/٢٢٩) .
٣ "مناقب الشافعي" للبيهقي: (٢/١٢٦) ، و"مفتاح دار السعادة": (٢/٢٢٠) .
٤ انظر: "مفتاح دار السعادة": (٢/٢٢١) .
وقد حكم الحافظ ابن القيم بالانقطاع في موضعين، الموضع الأول: في قول أبي الوليد الفقيه حدثت، والموضع الثاني: في قول الحسن بن سفيان عن حرملة.
قلت: إن الحسن بن سفيان من الرواة عن حرملة.
انظر: "ميزان الاعتدال": (١/٤٧٢-٤٧٣) ولم يذكر أحد عن الحسن بن سفيان أنه كان مدلساً، ولا عرف بالتدليس. انظر: "طبقات المدلسين" لابن حجر، و"جامع التحصيل في أحكام المراسيل" للعلائي، و"التبيين في أسماء المدلسين" لسبط بن العجمي.
لذلك لا أرى أن الموضع الثاني من مواضع الانقطاع في الحديث.

<<  <   >  >>