للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الثاني: أن تنزيه الشافعي عن هذا هو الذي ينبغي أن يكون من مناقبه فأما أنن يذكر من مناقبه أنه كان منجماً يرى القول بأحكام النجوم وتصحيحها، فهذا فعل من يذم بما يظنه مدحاً١.

الوجه الثالث: إذا كان الشافعي شديد الإنكار على المتكلمين مزرياً بهم٢، فلا بد أن رأيه أشد في المنجمين وأمثالهم٣.

أما الاستدلال العاشر وهو استدلال الرافضة بأن أئمتهم –على حد زعمهم- يؤيدون هذا العلم، بل يعلمونه، ويعلمون به فالرد عليه من ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: أن ما روي من هذه الآثار من أكاذيب الشيعة على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخصوصاً على علي بن أبي طالب وجعفر الصادق رضي الله عنهما، قال ابن تيمية رحمه الله: (ونحن نعلم من أحوال أمتنا أنه قد أضيف إلى جعفر الصادق، وليس هو بنبي من الأنبياء من جنس هذه الأمور –يقصد من جنس علم النجوم الذي نسب إلى إدريس –عليه السلام-، ما يعلم كل عالم بحال جعفر رضي الله عنه أن ذلك كذب عليه، فإن الكذب عليه من أعظم الكذب، حتى أنهم قد نسبوا إليه أحكام الحركات السفلية ... ، والعلماء يعلمون أنه بريء من ذلك كله) ٤.

الوجه الثاني: أن بعض الرافضة أورد كثيراً من النصوص عن أئمتهم المزعومين تفيد رد هذه الصناعة وإبطالها، وذم من يعمل بها، مما يبين


١ "مفتاح دار السعادة": (٢/٢٢١) .
٢ انظر: "مناقب الشافعي" للرازي: ص٩٩.
٣ انظر: "مفتاح دار السعادة": (٢/٢٢١) .
٤ انظر: "مجموعة الفتاوى المصرية": (١/٣٣٢) .

<<  <   >  >>