للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من القضاء، وإن أخبرهم بخبر لم يستطع تعجيله، وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه، والمنجم ينازع الله في علمه، بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه) ١.

وروي أيضاً عن أبي جعفر الباقر رضي الله عنه أنه قال: (المنجم ملعون، والكاهن، والساحر ملعون ... ) ٢.

وما روي عنه أيضاً أنه كان يدعو، ويقول: "اللهم إنك خلقت أقواماً يلجئون إلى مطالع النجوم لأوقات حركاتهم، وسكونهم، وتصرفهم، وعقدهم، وخلقتني أبرأ إليك من اللجوء إليها، ومن طلب الاختيارات بها، وأتيقن أنك لم تطلع أحداً على غيبك في مواقعها) .

ونقولاتهم عن الأئمة في هذا الشأن كثيرة مبسوطة في كتبهم، مما يبرهن أن نسبة التنجيم إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب عليهم، وعلى أن علياً رضي الله عنه وأبناءه كانوا يذمون هذه الصناعة وأهلها.

الوجه الثالث: الاضطراب الشديد، والاختلاف بين الروايات عن أئمتهم المزعومين، إذ إنهم يروون تارة أن علم النجوم يختص وجوده بأهل الهند، ومن ذلك ما رووه عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: (بعث الله المشتري في صورة رجل إلى الأرض –إلى أن قال-: وأخذ بيد رجل من الهند، فعلمه حتى أنه قد بلغ، وقال: انظر إلى المشتري، أين هو؟ فقال: إن حسابي ليدل على أنك أنت المشتري، قال: فشهق شهقة فمات، وورث علمه أهله، فالعلم هناك)


١ "مرآة العقول": (٤/٤٦٢) .
٢ المرجع نفسه.
٣ "الروضة من الكافي": (٤/٤٥٨) .

<<  <   >  >>