للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتارة يرون أن هذا العلم موجود في أهل بيت من العرب، وأهل بيت من الهند ومن ذلك ما روي (أن أبا عبد الله سئل عن علم النجوم؟ فقال: ما يعلمها إلا أهل بيت من العرب، وأهل بيت من الهند) ١.

وتارة يرون أن هذا العلم لا يصدق منه شيء اليوم، بل كله حدث وتخمين، ومن ذلك ما روي عن أبي عبد الله أيضاً أنه قال: (لما رد الله تعالى الشمس على يوشع بن نون وعلي بن أبي طالب٢ ضل علماء النجوم، فمنهم من صيب ومنهم مخطئ) ٣، وإذا وجد الاضطراب والاختلاف سقط الاحتجاج.

أما شبهتهم الثانية عشرة وهي اعتراف الناس قديماً وحديثاً بعلم النجوم، وأنه ما خلت منه أمة من الأمم، ولا ملة من الملل، إلا كانوا مشتغلين به، ولو كان فاسداً لاستحال إطباق الناس عليه، فالرد عليه من ستة أوجه:

الوجه الأول: أن هذا من الكذب والافتراء على العالم من أول بنائه إلى آخرة، وذلك لما يأتي:

١- إن آدم وأولاده كانوا برآء من ذلك، وأئمتهم معترفون بأن أول من عرف منه الكلام في هذا العلم، وتلقيت عنه أصوله هو إدريس عليه السلام، فكيف وهو كذب عليه؟ ومن نسب إليه ليس معه إلا مجرد القول والكذب على الأنبياء.


١ "فرج المهموم": ص٨٧.
٢ رد الشمس لعلي بن أبي طالب كذب مختلق، انظر: "منهاج السنة": (٨/١٦٤، وما بعدها) .
٣ "فرج المهموم": ص٨٧.

<<  <   >  >>