للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدهما: النص الصريح الصحيح في بيان كيفية هذا العلم.

والثاني: النقل المتواتر من زمن ذلك النبي إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلا الأمرين منتفٍ.

فدل ذلك على بطلان ما عليه الناس من الخط على الرمل بعد ذلك النبي، وينبغي أن يعلم في هذا المقام أن الأنبياء لا يدعون علم الغيب، ولا يخبرون الناس أنهم يعلمون الغيب، وما أخبروا الناس به من الغيب إنما هو من إيحاء الله إليهم فلا ينسبونه إلى أنفسهم، كما قال الله تعالى: ١، لأن الغيب مما اختص الله بعلمه، فلا يدعيه أحد لنفسه إلا كان مدعياً لبعض خصائص الربوبية، وهذا ما يفعله أرباب هذه الصناعة، فظهر بهذا دجل هؤلاء في دعوى أن هذا النبي الكريم معلم لهم. واستدلوا أيضاً على جواز هذا العلم بقوله تعالى: ٢.

وقالوا: حكى عن تفسير بعضهم بأنه علم الرمل٣.

والجواب عن هذا الاستدلال أن الصحيح من تفسير هذه الآية أنها بمعنى (أو علم تؤثرونه عن أحد ممن قبلكم) وهذا ما ذهب إليه كثير من المفسرين كابن عباس ومجاهد وأبو بكر بن عياش٤، وابن جرير الطبري


١ سورة الجن، الآيتان: ٢٦-٢٧.
٢ سورة الأحقاف، الآية:٤.
٣ انظر: "شرح لب الألباب": (ق ٤) .
٤ هو أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي، مولاهم، الكوفي، الحناط، المقرئ، الفقيه، المحدث، مولى واصل الأحدب، اختلف في اسمه، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة.
انظر: "تاريخ بغداد": (١٤/٣٧١) ، و"سير أعلام النبلاء": (٨/٤٩٥) .

<<  <   >  >>