للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابن كثير وغيرهم١، ويؤيده ما رواه الإمام أحمد والطبراني في "الأوسط" عن ابن عباس، قال سفيان: لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أو أثاره من علم" قال: الخط٢.

قال ابن جرير الطبري بعد سرد أقوال المفسرين: (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: الإثارة: البقية من علم، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب ... وإذا وجه ذلك إلى ما قلنا فيه ممن أنه بقية من علم، جاز أن تكون تلك البقية من علم الخط، ومن علم استثير من كتب الأولين، ومن خاصة علم كانوا أوثروا به، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك خبر بأنه تأوله أنه بمعنى الخط ... فتأويل الكلام إذن: ائتوني أيها القوم بكتاب من قبل هذا الكتاب تحقيق ما سألتكم تحقيقه من الحجة على دعواكم ما تدعون لآلهتكم، أو ببقية من علم يوصل بها إلى علم صحة ما تقولون) ٣.

أما القول بأن المراد بها علم الرمل فهو تفسير مروي عن بعض السلف كابن عباس وأبي بكر بن عياش، قال ابن عباس في ذلك: خط كان يخطه العرب في الأرض، وقال ابن عياش: هو العيافة٤.


١ انظر: "تفسير الطبري": (٢٦/٢-٣) ، و"تفسير ابن كثير": (٤/١٥٤) .
٢ أخرجه الإمام أحمد: (١/٢٢٦) ، والطبراني في "الأوسط": ص٢٧١، وصححه القرطبي في "التفسير": (١٦/١٧٩) ، والهيثمي في "المجمع": (٧/١٠٥) ، وأحمد شاكر في تحقيقه لـ "المسند": (٣/٣٠٨) .
٣ انظر: "تفسير الطبري": (٢٦/٣-٤) .
٤ المصدر نفسه: (٢٦/٢) .

<<  <   >  >>