للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أقوال الرازي في ذلك: (ثبت أن القول بوجود أرواح عالية هي المدبرة لأحوال هذا العالم لا بد منه، وبهذا الطريق لا يتم السعي في إحداث شيء غريب في هذا العالم إلا بالاستعانة بتلك الأرواح) ، وقال أيضاً: (فثبت بهذا بيان أن حدوث الحوادث في هذا العالم منوطة ومربوطة بالحركة المستديرة الفلكية المبرأة عن الانقطاع والتغير) ١.

ومن أقوال إخوان الصفا في ذلك: [إن كواكب الفلك هم ملائكة الله وملوك سماواته، وخلقهم الله تعالى لعمارة عالمه، وتدبير خلائقه، وسياسة بريتة، وهم خلفاء الله في أفلاكة] ٢.

وقال أيضاً: [واعلم أن أول قوة تسري من النفس الكلية نحو العالم فهي في الأشخاص الفاضلة النيرة التي هي الكواكب الثابتة، ثم بعد ذلك في الكواكب السيارة، ثم بعد ذلك فيما دونها من الأركان الأربعة، وفي الأشخاص الكائنة منها من المعادن والنبات والحيوان] ٣.

الصنف الرابع: وهم الحلولية. وهؤلاء زعموا أن الإله المعبود واحد في ذاته، وأنه أبدع أجرام الأفلاك وما فيها من الكواكب، وجعل الكواكب مدبرة لما في العالم السفلي، فالكواكب آباء أحياء ناطقة، والعناصر أمهات، وما تؤديه الآباء إلى الأمهات تقبلها بأرحامها فتحمل


١ المصدر السابق نفسه.
٢ انظر: "رسائل إخوان الصفا": (١/١٤٥) .
٣ المصدر نفسه: (١/١٤٦) .

<<  <   >  >>