للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(إياكم والتكذيب بالنجوم فإنه علم من علم النبوة) ١.

وبما روي أيضاً عنه أنه قال: (ثلاث ارفضوهن: لا تنازعوا أهل القدر ولا تذكروا أصحاب نبيكم إلا بخير، وإياكم والتكذيب بالنجوم فإنه من علم النبوة) ٢. وهذا استدلال باطل من ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: أن نسبة مثل هذا إلى نبي من الأنبياء المتقدمين لا يثبت إلا بخير من الله تعالى أو بحديث صحيح، وبغير هذا لا يثبت٣.

الوجه الثاني: أن الناظر في حال ميمون بن مهران يعلم عدم صحة نسبة هذا القول إليه، فقد أثر عنه الزهد والورع وبغض الكذابين والمحتالين، والعداء للمنجمين والتحذير منهم، ولو كان هذا العلم مأثوراً عن الأنبياء، والنبي صلى الله عليه وسلم يحض على تعليمه لكان من أوائل من يعض عليه بالنواجذ، ولكننا نجد من سيرته انه على العكس من ذلك، فقد كان يحذر الناس من اقتفاء أثر هؤلاء بقوله: "لا تجالسوا أهل القدر ولا تسبوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تعلموا النجوم"٤. وبقوله: (أربع لا يكلم فيهن: علي وعثمان والقدر والنجوم) ٥، فكيف يكون من هذا حاله وقوله مشجعاً للعمل بأحكام النجوم؟


١ ذكرها الرازي، نقلاً عن "مفتاح دار السعادة": (٢/١٨٨) .
٢ المرجع نفسه.
٣ انظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية": (١٢/٥٧) .
٤ "تهذيب الكمال": (٣/١٣٩٨) ، و"سير أعلام النبلاء": (٥/٧٣) .
٥ "حلية الأولياء": (٤/٩٢) .

<<  <   >  >>