للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله له الجن، فرد الله هذا القول بقوله: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} ١.

الوجه الخامس: من المعلوم من حال هذه الأمة ما نسب إلى جعفر الصادق رحمه الله من جنس هذه الأمور مما يعلمه كل عالم بحال جعفر أنه مكذوب عليه، وافترى عليه الرافضة افتراءات كثيرة، لا يشك أحد في كذبها عليه، كما أنهم افتروا على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وكذبوا عليه، حتى إن بعض الشيعة نسبة إلى الألوهية، وأضاف كثير من طوائف الباطنية مذهبها إليه، فهذه الافتراءات على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل بيته في الزمن القريب، فكيف الظن بما ينسب إلى إدريس عليه السلام مع تباعد الزمان، وتنوع الحدثان، واختلاف الملل والأديان٢.

وما اقتصر أذى هؤلاء على الأنبياء السابقين، بل تسابقوا ليؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكاذيبهم وأباطيلهم فادعوا أالنبي صلى الله عليه وسلم من المنجمين، وأنه كان يحض على تعلمه، بل ويعلمه أصحابه، واستدلوا بأمرين:

الأمر الأول: قال ابن طاووس في معرض استدلاله على جواز التنجيم: (إن الروايات الواردة في صفات النبي صلى الله عليه وسلم يفيد كثير منها أنه لم يكن كاهناً ولا ساحراً، وما وجدنا إلى الآن فيها وما كان عالماً بالنجوم، فلو كان المنجم كالكاهن والساحر ما كان يبعد أن تتضمنه بعض الروايات في ذكر الصفات) ٣.


١ المصدر نفسه: (١/٣٣٢) .
والآية رقم ١٠٢ من سورة البقرة.
٢ انظر: "مجموعة الفتاوى المصرية": (١/٣٣٢-٣٣٤) .
٣ انظر: "فرج المهموم": ص٥٩.

<<  <   >  >>