للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" (١) "الدنيا ملعونة. ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً" (٢) .

"نضر الله امرأً سمع منا شيئاً فَبَلَّغهُ كما سمعهُ فَرُبَّ مُبلَّغٍ أوعى من سامع" (٣) "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة" (٤) "من سُئل عن علمٍ فكتمه جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار" (٥) والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة شهيرة.

ملكت هذه الآيات والأحاديث على الصحابة مشاعرهم وأخذت عليهم ألبابهم وأفعمت قلوبهم حباً لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وألهبت نفوسهم نشاطاً نحو العلم والعمل فلم يدخروا وسعاً في حفظ الأحكام والسنن، وضحوا في سبيل ذلك بأموالهم وأنفسهم. وإلى جانب هذه الحمية الدينية استعداد فطري ونشاط طبيعي هو استعداد الحافظة ونشاط الذاكرة وسرعة الخاطر وقوة الذكاء وكمال العبقرية، فالصحابة


(١) أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح ١/١٦٤، كتاب العلم، باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ح ٧١، وأخرجه مسلم ٢/٧١٨، كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة ح ٩٨ (١٠٣٧) .
(٢) أخرجه ابن ماجه ٢/١٣٧٧، كتاب الزهد، باب مثل الدنيا، ح ٤١١٢، وحسنه الألباني كما في صحيح سنن ابن ماجه ٢/٣٩٥، ح ٣٣٢٠.
(٣) أخرجه الترمذي ٥/ ٣٤، كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، ح ٢٦٥٧، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٤) أخرجه مسلم ٤/ ٢٠٧٤، كتاب الذكر، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر ح ٣٨ (٢٦٩٩) .
(٥) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ٢/ ٢٩٦ و ٤٩٥، مسند أبى هريرة، وقال أحمد شاكر - في تحقيقه للمسند ١٤/٥، ح ٧٥٦١ -: إسناده صحيح.

<<  <   >  >>