كما ذكر في كتابه - قد أدى إلى الركود والتخلف وعدم القدرة على مواجهة المستجد من أحداث الحياة.
إن الحركة الوهابية لو قامت - لا قدر الله- بمثل هذه الحماقة، لارتكبت أعظم خطأ في تاريخها، ولجلبت على نفسها نقمة العالم الإسلامي المتحضر كله.
وإذا كان الدكتور يرمي الحركة بالتعصب المذهبي، وهي لم تفعل ذلك، فبماذا كان يرميها لو قامت بمثل تلك المحاولة التخريبية لتصفية مذاهب لها كيانها واحترامها، ولها أئمتها الكبار الذين أفنوا أعمارهم في الاجتهاد، ولها قواعدها في التعليل والاستنباط والموازنة.
إن الفقه الإسلامي بما تضمنه من ثروة هائلة في التشريع، وبما اتسم به من مرونة وقدرة على تكييف الأحداث، ومواجهة متطلبات الحياة، يعد مفخرة من أعظم مفاخر هذه الأمة يشهد لها بالأصالة والجدة في هذه الناحية التشريعية.
فكيف يراد من حركة إسلامية قامت للبناء لا للهدم، أن تقضي على هذا التراث الضخم، فتسجل بذلك قصوراً في النظر وضيقاً في التفكير.
وكيف تتفق دعوة الدكتور إلى هذا التخريب، مع قوله في كتابه يمدح الحركة الفقهية وتطورها: "وكذلك الشأن بالنسبة للعامل الثالث وهو مواجهة أحداث الحياة وتطور المجتمع الإسلامي، فإن تفاعل الإسلام مع هذا العامل كان تفاعلاً خصباً منتجاً، وبرهن على مرونة الإسلام