للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقاعدتها الحصينة، ففيها ولد خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم وفيها بعث وبين بلادها هاجر، ومنها أشرقت أنوار رسالته لتضيء أرجاء المعمورة.

١- أنها تضم أعظم البقاع وتحتضن أشرف الأماكن في الأرض ففيها الحرم الآمن الذي جعله الله مثابة وأمنا كما قال عز وجل: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة: ١٢٥] ، وقال عز وجل: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} [القصص:٥٧] ، وقال سبحانه: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} الآية [العنكبوت: ٦] .

والمسجد الحرام هو أول بيت وضع للناس كما قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: ٩٦-٩٧] .

وفيها طيبة الطيبة مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومستقره التي بها مسجده عليه الصلاة والسلام ذو المرتبة التالية للمسجد الحرام.

وفيها أيضا البقاع المشرفة والمواضع المحترمة المقدسة عند أهل الإسلام والمرتبطة بالركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج، وهذه البقاع هي: منى وعرفات والمزدلفة.

٣- أن الله تعالى اختار لغة أهلها لتكون لغة لأعظم كتبه وأشرفها وخاتمها كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف:٢] ، وقال سبحانه: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى

<<  <   >  >>