للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ـ منهجه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

من الشعائر الهامة في دين الإسلام؛ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك لآثاره الجليلة والعظيمة في الحفاظ على المجتمع وصيانته بإقامة شرع الله فيه وتطبيق أحكامه، وما يحصل من خلاله من حرص أفراده بعضهم على بعض بالابتعاد عن المعاصي والمنكرات، والحث على فعل الطاعات والمأمورات.

وقد عده الله عز وجل من الأمور التي تميزت به هذه الأمة الخيرة عن الأمم السابقة بقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران: ١١٠] .

وبين أهميته أيضا النبي صلى الله عليه وسلم: " مثل المدهن١في حدود، والواقع فيها مثل قوم استهموا في سفينة فصار بعضهم في أسفلها، وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذين في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها، فتأذوا به، فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفية، فأتوه، فقالوا: مالك؟ قال: تأذيتم بي ولا بد لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه


١ المدهن: من الإدهان: وهو المحابة في غير حق، وهو الذي يرائي ويضيع الحقوق ولا يغير المنكر.
انظر: عمدة القارئ إلى صحيح البخاري، محمود العيني، ١١/١٨٠.

<<  <   >  >>