[ثانيا: أحوال الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر قبل الدعوة]
...
ثانيا: أحوال الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر قبيل الدعوة
أولا: الحالة السياسية:
سبق أن بينا حدود الجزيرة العربية وسنتحدث الآن عن أحوالها السياسية والدينية في القرن الثاني عشر الهجري، ففي الجزء المهم من الجزيرة العربية وهو الحجاز كان يحكمه الأشراف تحت سلطة الدولة العثمانية، وكان هؤلاء الأشراف خلال القرن في منازعات وحروب شديدة فيما بينهم، بين الأخ وأخيه أو قريبه، تسفك فيه الدماء وتستحل فيه الحرمات ولم يزد معدل ولاية الواحد منهم على سنتين لكثرة الاغتيال والغدر فيما بينهم، ولهوانهم على السلطان العثماني، فقد أوكل أمرهم إلى والي مصر يعزل من يشاء منهم ويولي من يشاء.
أما في اليمن فإنها كانت محكومة منذ أمد بعيد بحكم الأئمة الزيديين، وكانت بلادهم قد شهدت دخول العثمانيين إليها ولم يستقر الأمر لهم استقرارا تاما فيها، واضطروا في نهاية الأمر إلى تركها بسبب ثورة اليمنيين ضدهم، كما أن الأئمة الزيديين لم تكن أمورهم السياسية بذلك الاستقرار التام بل إن حالهم أقرب ما يكون إلى