للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرعية في وقت الثمار، وقال له: إن لي على أهل الدرعية قانونا آخذه منهم وقت الثمار، وأخاف أن تقول لا تأخذ منهم شيئا.

وبعد ذلك قال الشيخ: أما الأولى فأبسط يدك الدم بالدم والهدم بالهدم، وأما الثانية فلعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منها، وأرجو أن تكون إماما يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك"١.٢.

وبهذا فقد اتفق الإمامان ـ رحمهما الله ـ على القيام بالدعوة ونشرها بكل ما يستطيعان من الوسائل، وكان ذلك الاتفاق سنة ١١٥٧هـ (١٧٤٤م) ، وعلى هذا الأساس قامت نواة دولة جديدة في المنطقة هي الدولة السعودية الأولى.


١ انظر: حسين بن غنام، تاريخ نجد، ١/٨١، وعثمان بن بشر، عنوان المجد، ١/١٢، الشيخ ابن باز، الإمام محمد بن عبد الوهاب، ص٣٤، د. عبد الله بن عثيمين، تاريخ المملكة العربية السعودية، ص ٧٩.
٢ يقول الشيخ د. التركي: فهذا الموقف من الإمام المناصر والشيخ المصلح، يذكرنا ببيعة العقبة الثانية، التي حدثت في موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من البعثة النبوية، فقد قال أبو الهيثم بن النبهان رضي الله عنه: يا رسول الله إنا بيننا وبين الرجال حبالا، وإنا قاطعوها ـ يعني اليهود ـ فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟
فتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال: " بل الدم بالدم، والهدم بالهدم، أنا منكم، وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم".
انظر: الدولة والدعوة، ص٢٧-٢٨، السيرة النبوية لابن هشام، ٢/٤٤٢، والحديث رواه الإمام أحمد في المسند، في حديث كعب بن مالك الأنصاري، رقم: ١٥٧٩٨، وحسنه الأرناؤوط، وقال" حديث قوي"، والمراد: بالهدم الهدم، أي أقبر حيث تقبرون، وقيل نحو: المحيا محياكم والممات مماتكم، أي: لا أفارقكم، انظر: مسند الإمام أحمد، تحقيق الأرناؤوط وآخرون، ٢٥/٨٩ـ٩٥.

<<  <   >  >>