كان معظم العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الهجري قبيل دعوة الشيخ محكوما بثلاث دول هي:
١ـ الدولة العثمانية:
وهي دولة تنتسب إلى السنة بدأت على يد عثمان بن أرطغرل سنة ٦٨٧هـ، وسقطت سنة١٣٤١هـ، ووصلت إلى ذروة مجدها السياسي في القرن العاشر الهجري وبسطت سلطتها على كثير من الأقطار الإسلامية، ودخلت جيوشها العديد من البلاد الأوربية، أما في القرن الثاني عشر، فقد تدهورت أحوالها واضطربت أمورها.
فقد كان سلاطينها ـ في ذلك الوقت ـ من الضعف بمكان بحيث لم يكن لهم من أمر الدولة شيء، بل كان الأمر استبداديا بيد وزرائهم ورؤساء الجيش الإنكشاري١الذين لا يعرفون من أمور السياسة شيئا، وفوق ذلك فقد كان سلاطينها في ذلك الوقت مع زعماء الدولة الآخرين قد اشتغلوا بالملذات والشهوات، وأهملوا شؤون الدولة، واهتم الكل بأموره الخاصة، وكان بعض الوزراء من عناصر أجنبية لا تهمهم مصلحة الدولة وعزها بقدر مصلحة أنفسهم، أما الولاة على
١ الإنكشارية: هم عماد الجيش العثماني، ويشكلون قوة ضخمة في الدولة، انظر: التاريخ الإسلامي، العهد العثماني، محمود شاكر، ص ١١٢.